النشأة والبدايات
ولدت باربرا كوركوران في 23 مارس 1949 في ولاية نيوجيرسي، الولايات المتحدة، وكانت الطفلة الثانية من بين عشرة أطفال في عائلة ذات دخل محدود. والدها كان يعمل في وظائف متقطعة وغالبًا ما كان يفقدها، مما جعل الوضع المالي للأسرة غير مستقر. بالرغم من الفقر، وصفت باربرا طفولتها بأنها مليئة بالحب والدعم من والدتها التي كانت تدير شؤون المنزل ببراعة. معاناتها الدراسية بدأت في سن مبكرة بسبب إصابتها بـ الديسلكسيا (عسر القراءة)، وهو ما جعلها تعاني في المدرسة وتشعر بأنها أقل من زملائها. لكنها كانت دائمًا طموحة ولديها شخصية قوية وروح تحدٍ.
من نادلة إلى سيدة أعمال
بعد التخرج من الجامعة بدرجة متواضعة، عملت باربرا في عدة وظائف، كان أبرزها نادلة في مطعم. وهناك، تعرفت على صديقها آنذاك، الذي عرض عليها أن يشترك معها في مشروع عقاري. اقترضت منه 1000 دولار، واستخدمته لتأسيس شركتها العقارية الصغيرة في نيويورك في السبعينيات، وأطلقت عليها لاحقًا اسم The Corcoran Group.
بداية الانطلاق الحقيقي
بدأت باربرا بتوزيع النشرات العقارية يدويًا، وعرفت كيف تجذب الانتباه بأسلوبها الإبداعي في التسويق. في عام 1973، نشرت أول تقرير عن سوق العقارات في نيويورك، والذي لاقى اهتمامًا كبيرًا. اعتمدت على الابتكار في العرض وتقديم النصائح للعملاء بأسلوب بسيط وشفاف، ما جعل شركتها تبرز وسط منافسين كبار.
لكن في أحد المراحل، انفصلت عن شريكها وصديقها السابق، وقال لها إنها “لن تنجحي بدونه”، وهو ما جعلها أكثر إصرارًا على إثبات العكس.
قمة النجاح
خلال العقود التالية، نمت شركتها لتصبح واحدة من أكبر شركات الوساطة العقارية في نيويورك. وفي عام 2001، باعت The Corcoran Group لشركة NRT Incorporated مقابل 66 مليون دولار.
بعد البيع، لم تتقاعد باربرا، بل استمرت في مسيرتها وشاركت في برنامج Shark Tank منذ انطلاقه عام 2009، حيث أصبحت واحدة من أبرز المستثمرين فيه. استثمرت في عشرات المشاريع الصغيرة، وكانت دائمًا تدعم رواد الأعمال الذين يملكون خلفيات مشابهة لها – أشخاص بدأوا من الصفر.
دروس من قصتها
- الإصرار والتحدي: بالرغم من مشاكلها التعليمية، لم تتوقف عن الحلم.
- الذكاء في التسويق: كانت من أوائل من استخدموا تقارير السوق كأداة جذب.
- قوة تحويل الرفض إلى دافع: جعلت من انفصالها عن شريكها نقطة انطلاق وليس تراجع.
- الاستثمار في الآخرين: تؤمن أن أفضل استثمار هو في الأشخاص وليس فقط في الأفكار.