البدايات
وُلدت أسماء العليان في عائلة سعودية عريقة في المجال العقاري، حيث نشأت بين والدٍ يعمل في السوق منذ عقود، وأحاديث الطوابير، والأسعار، والمخططات. ورغم هذا الإرث، لم تكن بدايتها مدروسة بعناية؛ بل بدأت بتجربة بسيطة عام 2012، عندما اشترت أرضًا صغيرة في القصيم، طوّرتها بنفسها، وباعتها بعد سنوات، لتكتشف أولى بذور الشغف بهذا المجال.
من العقار إلى القهوة… ثم العودة بشراسة
عام 2017، انجذبت أسماء لفكرة افتتاح كوفي شوب في المعيقلية، بمساعدة شريك وعدها بالتجهيز والتشغيل. دفعت المبلغ وبدأ المشروع، لكن الشريك انسحب فجأة، تاركًا إياها وحدها في مواجهة كل التفاصيل: من نقل الطاولات بيديها، إلى مراقبة العمال، إلى تركيب الكراسي بنفسها. ثم لمعت أمامها فرصة جديدة: فرع داخل جامعة الأميرة نورة. فتحت الكوفي يوميًا 6 صباحًا، تعمل حتى وقت محاضراتها في دبلوم إدارة الأعمال، ثم تعود للكاشير في فترات الاستراحة. كانت تدير العمل وتدرس وتعد القهوة في وقت واحد.
التحول الكبير
بلغت أرباحها في ذروة المشروع أكثر من 42,000 ريال شهريًا، لكن جائحة كورونا قلبت المعادلة. خسرت فروعها، أغلقت النشاط، ووجدت نفسها من جديد عند نقطة الصفر.
العودة للعقار — ولكن هذه المرة، كمحاربة
عادت أسماء إلى الميدان العقاري، دون علاقات أو شهادات متخصصة، فقط بدفتر أحمر، تسجّل فيه أسماء الشوارع، وأرقام الأراضي، ومخططات العريض، نمار، والرويغِب. تعلمت الوساطة العقارية من الصفر، عبر اليوتيوب، التجربة، والتصوير الميداني. ورغم أن بعض المكاتب رفضت التعامل معها لأنها "امرأة"، ولم يكن يُنظر للمجال حينها كمجال نسائي، إلا أنها أثبتت حضورها، حتى لُقّبت بـ "جبل طويق العقاري" — تقديرًا لصمودها وصبرها من مهندس عقاري بارز في السوق.
التحديات التي واجهتها
- نظرة المجتمع المحدودة تجاه المرأة في السوق العقاري.
- خسارة مشاريع تجارية بشكل مؤلم.
- تعلّم كل مهارات التسويق العقاري، التصوير، وإدارة العلاقات من الصفر.
- مواقف صعبة في تحصيل العمولة، ورفض بعض الملاك توقيع عقود رسمية.
الإنجاز الأكبر
اليوم، أسماء العليان تقود واحدة من أبرز الشركات العقارية التي تجمع بين التسويق، التطوير، وإدارة الأملاك. أدارت أكثر من 300 وسيط عقاري تحت إشرافها، ونفذت مشاريع تطوير عقاري في مناطق مختلفة. وهي ناشطة في تدريب وتوعية الوسطاء الجدد، خاصة من السيدات.
فكرها الاستثماري
- ترى أن "النجاح لا يحتاج دائمًا إلى رأس مال، بل إلى رأس مليء بالمعرفة."
وتؤمن أن التسويق الشخصي يجب أن يسبق تسويق العقار، قائلة:
- "أنت مجهول؟ لا أحد سيسمعك. ابدأ ببيع نفسك قبل أن تبيع أي منتج."
ظهورها الإعلامي
ظهرت في لقاءات عدة مثل بودكاست "وسام"، قناة روتانا، ومؤتمرات عقارية، حيث تشارك تجربتها وتحثّ على تمكين المرأة في الوساطة العقارية.
الأثر والرسالة
- الصدق والشفافية مع العملاء.
- أهمية العلاقات الطويلة الأمد في السوق.
- ضرورة التخصص، وتحديد السوق المستهدف.
- الاستثمار في الذات أولًا، قبل الدخول في أي تجارة.
- تؤكد أسماء في كل لقاء على: